كتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد



قال أبو عمر:
كل هذا يكذب به جميع طوائف أهل البدع الخوارج والمعتزلة والجهمية وسائر الفرق المبتدعة وأما أهل السنة أئمة الفقه والأثر في جميع الأمصار فيؤمنون بذلك كله ويصدقونه وهم أهل الحق والله المستعان.
وأما قوله في حديث أبي الزناد في هذا الباب لكل نبي دعوة يدعو بها فمعناه أن كل نبي أعطي أمنية وسؤالا ودعوة يدعو بها فيما شاء أجيب وأعطيه ولا وجه لهذا الحديث غير ذلك لأن لكل نبي دعوات مستجابات ولغير الأنبياء أيضا دعوات مستجابات وما يكاد أحد من أهل الإيمان يخلو من أن تجاب دعوته ولو مرة في عمره فإن الله عز وجل يقول {ادعوني أستجب لكم} وقال {بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}.
وقال صلى الله عليه وسلم "ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث:إما أن يستجاب له فيما دعا به وإما أن يدخر له مثله أو يكفر عنه" وقد ذكرنا هذا الخبر في باب زيد بن أسلم من كتابنا هذا وقال: دعوة المظلوم لا ترد ولو كانت من كافر والدعاء عند حضرة النداء والصف في سبيل الله وعند نزول الغيث وفي ساعة يوم الجمعة لا يرد.
فإن كان هذا هكذا لجميع المسلمين فكيف يتوهم متوهم أن ليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لسائر الأنبياء إلا دعوة واحدة يجابون فيها هذا مالا يتوهمه ذو لب ولا إيمان ولا من له أدنى فهم وبالله التوفيق.